لم يتأخر "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في البدء بالترجمة العملية لـ"إعلان النيات"، فكانت الزيارة الأولى من موفد النائب ميشال عون النائب ابرهيم كنعان للحليف رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه لشرح أبعاد "الاعلان" وبلورة ما يمكن تحقيقه في موضوع قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية وإعادة الحقوق الى المسيحيين، أي تحقيق الشركة الفعلية كما نص عليها الدستور.
الصورة التي جمعت عون والدكتور سمير جعجع ينظر اليها "تيار المردة" في شكل إيجابي، "اللقاء يترك آثاراً إيجابية على الساحة المسيحية"، وفق الوزير السابق يوسف سعادة. أما "إعلان النيات" ففيه الكثير من العموميات. ومع ذلك يقول سعادة: "نحن والتيار حليفان، مع ان ثمة مواقف نتمايز فيها، لكن الأمور التي تجمعنا أكثر بكثير. كلنا متفقون على قانون الانتخاب الجديد واعطاء المسيحيين حقوقهم، لكن ثمة تفاصيل في حاجة الى بحث، وربما وجد فريقا التيار والقوات في اجتماعاتهما اللاحقة آلية للخروج بموقف موحد من قانون انتخاب جديد وعصري يعطي المسيحيين حقوقهم، ويكون ثمرة اتفاق بين جميع الافرقاء المسيحيين".
أما عن امكان توسيع اللقاء، بحيث تجمع الصورة بقية القيادات المسيحية، فلا كلام جدياً الى الآن. علماً ان ثمة تواصلاً طبيعياً بين "القوات" و"المردة" عبر اللجنة التي شكلت بينهما سابقاً، والأمور مقبولة، وليس مطروحاً أكثر من ذلك الآن. المهم تخفيف الضغط خصوصاً في الشارع المسيحي، اذ ان الوضع في المنطقة يؤثر داخلياً أيضاً.
في رأي "المردة" أن واجب جميع الأفرقاء الوطني أن يكون الحوار والنقاش الهادئ وسيلة التخاطب الفضلى بين الجميع، وهو يؤيد كل الحوارات الجارية الآن، والتي تصبّ في هدف تحصين الساحة الداخلية.
لكن على رغم كل هذه الحوارات، دخلت الحكومة في مرحلة الشلل، الى جانب الفراغ في رئاسة الجمهورية والتعطيل في مجلس النواب. فقد تمّ فصل موضوع التعيينات الأمنية والعسكرية عن عرسال، والصيغة التي اعتمدتها الحكومة في موضوع عرسال وتكليف الجيش يوافق عليها "المردة". أصبح الارهابيون على حدودنا، "فلا حدود لهم ولا التزام للمبادئ ولا أخلاق، فهم أطاحوا المسيحيين والايزيديين في العراق واضطهدوهم، وبالتالي هم يشكلون خطراً داهماً على لبنان وعلى فكرنا. نحن مع إزالتهم من أرضنا وعلى حدودنا. واذا كان الجيش اللبناني يستطيع الخوض في معركة ضد الارهابيين ويملك الامكانات فنحن معه، لكن اذا لم يكن يستطيع الدخول في المعركة فنرى ان ما تقوم به المقاومة في جرود عرسال حق وواجب"، وفق سعادة.
أما في موضوع التعيينات، "فالمنطق يقول بضرورة حصولها لانتظام الحياة العامة. وموقف التيار الوطني الحر من التعيينات محق بغض النظر عن الأشخاص، علماً ان الشخص الذي طرح لنا ملء الثقة به، كما ان علاقة جيدة تربطنا بقائد الجيش. وما نغمة طرح انتخاب رئيس الجمهورية قبل تعيين قائد الجيش الا لرفض تعيين العميد شامل روكز في قيادة الجيش. علماً ان الوضع اللبناني متشابك ومرتبط بالوضع الاقليمي، ولا مؤشرات لانتخاب رئيس في الأشهر المقبلة".
اذا بقيت الأمور على ما هي واتخذت هذا المسار، فلا استقالة لوزراء "تكتل التغيير والاصلاح" و"حزب الله"، "من الأفضل أن تبقى الحكومة". لكن في كل جلسة سيطرح وزيرا "التيار" مسألة البحث في التعيينات قبل مناقشة أي أمر آخر، ووزير "المردة" معهما في هذا الموقف، فتؤجل الجلسات. وتمنى سعادة إيجاد مخارج في أسرع وقت ترضي كل الأطراف، "وخصوصاً ان العماد عون مرجعية وطنية ومسيحية ولا يجوز وضع فيتوات على كل ما يطرحه، وهو يطالب بتصحيح الشركة المنقوصة". في رأيه انه كان يفترض أن يقوم "تيار المستقبل" بمبادرة ما حيال عون، وخصوصاً بعد الحوار بينهما، الذي لم يقدم أي نتيجة. أما عن "اتهام" العماد عون بأن مبادرته وحواراته كلها تصبّ في اطار انتخابه رئيساً للجمهورية، فيرى سعادة ان من حق عون أن يكون مرشحاً، "وهو أولى من سواه لكونه الأكثر تمثيلاً". ثم يسأل سعادة لماذا في كل انتخابات رئاسية يكون البحث دائماً عن رئيس مسيحي توافقي، ولا يُعتمد الأمر عينه في بقية المواقع؟